ملخص الفصل
هدف الضغط والمناصرة الإنسانية إلى التأثير في سياسات وسلوكيات الفاعلين ذوي النفوذ لمصلحة المتأثرين بالأزمات. ويمكن للمنظمات أن تمارس المناصرة بوسائل متنوعة، سواء علنًا أو خلف الكواليس، مع تكييف أساليبها بما يتناسب مع السياق وأهدافها. وقد تعتمد فعالية المناصرة على مدى توافق هذه الأساليب مع الأهداف الإستراتيجية العامة، وعلى الدعم الذي توفره تدابير إدارة مخاطر الأمن للتخفيف من الآثار السلبية المحتملة.
يمكن أن تؤدي جهود المناصرة، ولا سيما في السياقات التي يشهد فيها الفضاء المدني تضييقًا، إلى ردود فعل عكسية مثل التحرش أو العنف أو الطرد، مما قد يعرّض إمكانية الوصول إلى السكان المتأثرين للخطر ويزيد من احتمال استهداف العاملين في المجال الإنساني والمنظمات. ولمعالجة هذه المخاطر، يُنصح بدمج الاعتبارات الأمنية في تخطيط أنشطة المناصرة من خلال وضع إرشادات داخلية واضحة. ويشمل ذلك تقييم المخاطر المحتملة على الموظفين والعمليات، واستخدام تدابير التخفيف، وإعطاء الأولوية للمناصرة غير العلنية على العلنية عند الضرورة. كما يمكن أن يُسهم اعتماد المناصرة الجماعية، وإشراك القيادات العليا أو الرُسل الخارجيين، ورصد أثر جهود المناصرة في تعزيز حماية العاملين في المجال الإنساني والعمليات.
يمكن أيضًا استخدام المناصرة – بدعم من موظفي الأمن – لتعزيز حماية عمال الإغاثة من خلال تعزيز احترام القانون الإنساني، وبناء القبول المحلي، والسعي لتحقيق العدالة في الانتهاكات، والتعاون مع الآخرين. على سبيل المثال، يمكن لموظفي الأمن تقديم أدلة، مثل بيانات الحوادث المجهولة المصدر، لتسليط الضوء على المناطق التي يكون فيها عمال الإغاثة أكثر عرضة للخطر، والتي يمكن استخدامها بعد ذلك للمناصرة من أجل تدابير حماية أفضل من الحكومات والجماعات المسلحة.
عند التعامل مع وسائل الإعلام بشكل عام، ينبغي على المؤسسات توخي الحذر، إذ إن الصياغة السيئة للبيانات قد تُعرّض موظفيها للخطر. ومن الضروري وضع إرشادات واضحة، تشمل تعيين جهات اتصال إعلامية ومتحدثين رسميين مُصرّح لهم، والحصول على موافقة ذوي الخبرة الأمنية، مثل قيادات الدولة، قبل الإدلاء بتصريحات عامة. ويُعد التخطيط الدقيق لاستراتيجيات الإعلام، وخاصةً في أوقات الأزمات، أمرًا بالغ الأهمية لتحديد الأهداف، وصياغة الرسائل، ووضع قواعد أساسية للتفاعل الإعلامي الفعال.